تطوير تطبيقات الجوال (الأندرويد والأيفون) من الألف إلى الياء

تطوير تطبيقات الجوال

أصبح تطوير تطبيقات الجوال من أهم المهن في عصرنا الحديث، حيث باتت هذه التطبيقات جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية نظرًا لزيادة استخدامها. تطبيقات الجوال هي برامج مصممة بغرض العمل على الأجهزة المحمولة مثل الهواتف الذكية، الأجهزة اللوحية، والساعات الذكية.

في البداية، كانت تطبيقات الجوال تركز بشكل رئيسي على تحسين الإنتاجية، من خلال تطبيقات مثل الرسائل، جهات الاتصال، البريد الإلكتروني، والتقويم. ولكن مع تطور العصر الرقمي وزيادة رقمنة جوانب حياتنا، توسع نطاق تطبيقات الجوال ليشمل مجالات مثل الصحة (مثل تطبيقات اللياقة البدنية)، المال (مثل تطبيقات البنوك والتحويلات المالية)، التواصل (مثل تطبيقات التواصل الاجتماعي والمكالمات المرئية)، الألعاب، وغيرها من المجالات التي تمس حياتنا بشكل مباشر.

ونتيجة لذلك، أصبح الاعتماد على تطبيقات الجوال أمرًا حيويًا، وهو ما زاد من الحاجة إلى تطوير وبرمجة وصيانة هذه التطبيقات. في هذا المقال، سنتناول موضوع تطوير تطبيقات الجوال بأنواعها المختلفة، لغاتها، أهميتها، وكيفية تعلمها. لكن قبل ذلك نود أن نشير إلى أنك تستطيع الحصول على خدماتنا عن طريق طلب عرض سعر.

مقارنة بين تطوير تطبيقات الجوال الأندرويد والأيفون

في سوق تطبيقات الجوال اليوم، يهيمن نظاما أندرويد (Android) وiOS (لنظام آيفون) على الحصة الكبرى. وفقًا لإحصائيات موقع Statistica، بلغت حصة نظام أندرويد من سوق أنظمة الجوال العالمي في أغسطس 2022 أكثر من 71%، بينما كانت حصة نظام iOS أقل من 28%، في حين لم تتجاوز حصة الأنظمة الأخرى 0.65%.

أما في المملكة العربية السعودية، أظهرت إحصائيات موقع Statcounter أن نظام iOS كان في الصدارة في سبتمبر 2022 بحصة تزيد عن 54%، بينما جاء نظام أندرويد في المرتبة الثانية بنسبة أقل من 46%. وبالنسبة لمصر، فقد تصدر نظام أندرويد سوق منصات الجوال بحصة بلغت 86% في سبتمبر 2022، بينما لم يتجاوز نصيب نظام iOS نسبة 14%.

تساعدك هذه الإحصائيات على اختيار المنصة التي ترغب في تعلم تطوير تطبيقات الجوال، خاصة إذا لم تكن قد قررت ذلك بعد. على سبيل المثال، إذا كانت منصة أندرويد هي الأكثر استخدامًا في بلدك، فالتخصص في تطوير تطبيقات الجوال لنظام تشغيل أندرويد قد يكون الخيار الأمثل. بشكل عام، يعد سوق تطوير تطبيقات الجوال واسعًا سواء لمنصة أندرويد أو iOS، وفي حال اخترت التخصص في واحدة منهما أو كليهما، يظل التخصص في تطوير تطبيقات تعمل على المنصتين معًا خيارًا متاحًا.

خطوات تطوير تطبيقات الجوال

قبل البدء في تطوير تطبيقات الجوال، يجب عليك التعرف على مراحل تطوير تطبيقات الجوال بدقة. تتعدد أساليب تطوير تطبيقات الجوال (والتطبيقات عمومًا)، لكن جميعها يتقاطع في المراحل الأساسية التالية:

تحديد متطلبات التطبيق

تتضمن المرحلة الأولى تحديد المزايا والمتطلبات الوظيفية والتقنية الخاصة بالتطبيق. في هذه المرحلة، يجب الإجابة على أسئلة مهمة مثل: ما المشكلة التي سيعالجها التطبيق ؟ كيف سيتم حلها ؟ ما المنصات أو الأنظمة التي سيدعمها ؟ من سيكون الجمهور المستهدف وكيف سيستخدم التطبيق ؟ تساهم الإجابات على هذه الأسئلة في رسم صورة واضحة عن كيفية المضي قدمًا في عملية التطوير.

عادةً ما يتولى هذه المرحلة صاحب المشروع أو مدير تطوير المنتج، وفي بعض الحالات قد يناقشها صاحب التطبيق مع المطورين قبل الانتقال إلى المرحلة التالية. ومن جانب آخر، إذا شاركت في هذه المرحلة، ستكتسب خبرة قيمة في إدارة تطوير المنتجات الرقمية.

تصميم التطبيق

في المرحلة الثانية، وبعد تحديد مزايا التطبيق والتعرف على احتياجات المستخدمين، يبدأ فريق التصميم في إنشاء الواجهات الأولية وتطويرها حتى الوصول إلى الشكل النهائي. في هذه المرحلة، يتم استخدام برامج تصميم واجهات المستخدم مثل فيجما Figma أو أدوبي إكس دي Adobe XD، حيث تمكنك هذه الأدوات من بناء واختبار الواجهات وتحديد المتطلبات بدقة، مع إجراء التعديلات اللازمة قبل الانتقال إلى مرحلة البرمجة. يساعد ذلك في تسريع عملية برمجة الواجهات ويمنح المبرمج تصورًا واضحًا لما هو مطلوب لتنفيذ التطبيق بدقة.

برمجة التطبيق

في المرحلة الثالثة، بعد الانتهاء من تصميم الواجهات، تبدأ عملية البرمجة التي تتضمن تطوير الواجهات الأمامية والواجهات الخلفية الخاصة بالتطبيق. يمكن أن تبدأ البرمجة بالواجهات الأمامية أولًا، ثم تنتقل إلى تطوير الواجهات الخلفية بمجرد الانتهاء منها، أو قد يتم العمل عليهما معًا حسب المنهجية المتبعة في برمجة التطبيق. يتأثر ذلك أيضًا باللغات والتقنيات المستخدمة، بالإضافة إلى الميزانية المخصصة لهذه المرحلة التي تعد من أكثر المراحل تكلفة وأهمية في بناء التطبيق.

بشكل عام، يمكن تخطي المرحلتين الأولى والثانية والانتقال مباشرةً إلى مرحلة تطوير تطبيقات الجوال في حال كانت الفكرة تتعلق بتطبيقات ناشئة أو تجريبية. في بعض الأحيان، يتوجه صاحب الفكرة مباشرةً إلى المبرمج ليعرض عليه فكرته ويحدد له ما يريده من التطبيق مع تحديد وقت لإنجاز العمل. يبدأ المبرمج بتطوير التطبيق وبناء واجهاته بناءً على الاتفاق مع صاحب الفكرة. إذا حقق التطبيق النجاح المطلوب لاحقًا، يمكن تحسينه وإعادة تصميم واجهاته وتعيين فريق متخصص للعمل عليه.

اختبار ونشر التطبيق

تتطلب المرحلة الرابعة اختبار التطبيق بعد تطويره ثم نشره على المتاجر المخصصة للمنصات المستهدفة مثل متجر Google Play لمنصة أندرويد ومتجر App Store لمنصة iOS. في هذه المرحلة، يتم التحقق من تحقيق التطبيق للهدف المطلوب، من خلال التأكد من عمل جميع وظائفه بشكل صحيح وعدم وجود أي أخطاء، كما يتم اختبار جودته وسرعته وأدائه.

هناك نوعين من الاختبار: اليدوي والمؤتمت. قد يحتاج تطبيقك إلى أحدهما أو كليهما حسب طبيعته. بالنسبة للاختبار اليدوي، قد يتولى فريق متخصص، مثل فريق ضمان الجودة (QA)، مهمة اختبار التطبيق. وفي بعض الحالات، خاصة للتطبيقات الصغيرة أو الناشئة، قد يقتصر الاختبار على صاحب الفكرة وفريق التطوير بهدف تقليل التكاليف وتسريع العملية.

منهجيات تطوير تطبيقات الجوال

يمكن للمطور اختيار واحدة من عدة منهجيات بهدف تطوير تطبيقات الجوال، ويعتمد ذلك على المنصة. بناءً على هذه المنهجيات، يتم تصنيف التطبيقات إلى الفئات التالية:

تطبيقات الجوال الأصلية (Native Apps)

تطبيقات الجوال الأصيلة (Native Apps) هي التطبيقات المصممة خصيصًا بهدف العمل على نظام تشغيل معين، سواء كان أندرويد أو iOS. تتميز هذه التطبيقات بقدرتها على التفاعل مباشرةً مع النظام واستغلال وظائفه الأصلية، وهو ما يمنحها تحكمًا كاملًا في موارد الجهاز مثل الكاميرا، الميكروفون، والشبكة المحلية. بالإضافة إلى ذلك، توفر تطبيقات الجوال الأصيلة أداءً عاليًا، وهو ما يجعلها خيارًا مثاليًا لتطبيقات تحتاج إلى كفاءة وسرعة استجابة.

تطبيقات الجوال متعددة المنصات (Cross-Platform Apps)

تطبيقات الجوال متعددة المنصات (Cross-Platform Apps) تقدم مزاياها مشابهة لتلك التي توفرها التطبيقات الأصيلة، لكنها قد تواجه بعض القيود في الوصول إلى مكونات الجهاز وقد تحدث أحيانًا مشاكل في التوافقية، كما أن أداؤها قد يكون أقل من التطبيقات الأصيلة، وهذا يعتمد على الإطار أو المكتبة المستخدمة في عملية التطوير.

الميزة الرئيسية لهذا النوع من التطبيقات هي إمكانية كتابة كود واحد فقط يمكن تحويله وتشغيله على عدة منصات مثل أندرويد وiOS، من شأن ذلك أن يساهم في تقليل التكاليف المتعلقة بتطوير وصيانة التطبيقات. كما يسهل هذا النهج عملية البرمجة ويمكنك من تشغيل التطبيقات على أجهزة الحاسوب أيضًا.

تطبيقات الجوال الهجينة (Hybrid Apps)

تطبيقات الجوال الهجينة هي في الواقع تطبيقات ويب يتم تغليفها في واجهة مخصصة تظهر كأنها تطبيقات مدمجة في الجوال. تعتمد هذه التطبيقات على محركات عرض صفحات الويب (WebView) التي تستخدمها متصفحات الإنترنت لعرض المحتوى داخل التطبيق.

تتميز منهجية التطبيقات الهجينة بتسهيل عملية البرمجة خصوصًا للمطورين المتمرسين في تطوير الويب، حيث يتم استخدام نفس التقنيات المستخدمة في تطوير المواقع. كما تساهم هذه المنهجية في تسريع تحويل المواقع الإلكترونية الجاهزة إلى تطبيقات جوال، وهو ما يسمح باستهداف مستخدمي الهواتف المحمولة دون الحاجة لتوظيف فريق تطوير متخصص أو تحمل تكاليف إضافية.

تطبيقات الويب التقدمية (Progressive Web Apps)

تشبه تطبيقات الويب التقدمية (PWA) تطبيقات الجوال الهجينة في أنها تبنى باستخدام تقنيات الويب وتعرض عبر المتصفح، لكنها لها واجهة مصممة خصيصًا لتناسب الشاشات الصغيرة والمتوسطة، وهو ما يجعلها تظهر وكأنها تطبيقات جوال. بالإضافة إلى ذلك، فإن هذه التطبيقات تمنحك القدرة على العمل في وضع عدم الاتصال بالإنترنت عن طريق تخزين البيانات، على الرغم من أن استخدامها يظل محدودًا وتحتاج في النهاية إلى اتصال بالإنترنت.

يمكن إضافة تطبيقات الويب التقدمية إلى الشاشة الرئيسية الخاصة بالجهاز عبر المتصفح، وذلك من خلال خيار إضافة إلى الشاشة الرئيسية الذي يظهر عند فتح التطبيق في المتصفح. كما أن هناك نهجًا حديثًا يتم من خلاله نشر هذه التطبيقات في متاجر التطبيقات مثل متجر جوجل بلاي وآب ستور، حيث يتم إضافة أيقونة التطبيق والمعلومات الخاصة به ليظهر ضمن قائمة التطبيقات، مع هيكل أساسي يمكنك من الوصول إلى التطبيق في وضع عدم الاتصال.

ودمتم بخير.

تم النشر فى تطبيقات الهاتف