تصميم المنتجات: الدليل الشامل

تصميم المنتجات

تأمل في تصميم المنتجات من حولك، مثل مصباح المكتب الذي يمكنك تحريكه بحرية وتوجيهه بعدة زوايا ليناسب احتياجاتك، أو المصاصة ذات التصميم المنحني الذي يجعل استخدامها أكثر راحة أثناء تناولها. ولا ننسى الساعة الذكية القابلة للارتداء التي تتابع مؤشراتك الصحية لحظة بلحظة، وأوراق الملاحظات اللاصقة التي تلتصق بسهولة وتزال دون ترك أي أثر. جميع هذه المنتجات هي أمثلة على كيف يمكن لتصميم المنتجات أن يحول الأفكار البسيطة إلى أدوات عملية تسهل حياتنا اليومية.

ملحوظة: تصميم المنتجات واحدة من ضمن خدماتنا التي تستطيع الحصول عليها عن طريق طلب عرض سعر.

ما هو تصميم المنتجات ؟

تصميم المنتجات هو العملية التي يتم من خلالها تحويل الأفكار الإبداعية إلى منتجات واقعية جاهزة للطرح في الأسواق ومن ثم بيعها لكافة العملاء المهتمين. تمر هذه العملية بعدة مراحل تبدأ بتوليد الأفكار ودراستها وتقييم جدواها، ثم الانتقال إلى مرحلة تصميم النماذج ثلاثية الأبعاد، لتتبلور الفكرة في شكل منتج جاهز للاستخدام يلبي احتياجات الجمهور المستهدف.

تصميم المنتجات عملية متكاملة تجمع بين الإبداع الفني والمعرفة العلمية والتقنيات الحديثة، ويشترك في تنفيذها فريق متعدد التخصصات وفقًا لطبيعة المنتج المطلوب. فعلى سبيل المثال، المنتجات الصناعية أو الحرفية التي يتم تصنيعها في بيئة مادية تستلزم مشاركة خبراء في التصنيع لضمان الجوانب الفنية، مع التركيز على سهولة الاستخدام.

إلى جانب ذلك، يلعب المستخدمون المحتملون دورًا محوريًا من خلال تقديم آرائهم وتقييماتهم مبكرًا. كما يساهم المهندسون في هذه العملية عبر تصميم الجوانب الهندسية الخاصة بالمنتج لضمان كفاءته في أداء الوظائف المطلوبة وقدرته على تلبية الاحتياجات وحل المشكلات المستهدفة.

في الوقت الحالي، لم يعد مفهوم تصميم المنتج مقتصرًا على المنتجات المادية فقط، بل امتد ليشمل المنتجات الرقمية، مثل التطبيقات والخدمات والبرمجيات. ومع ذلك، تظل مراحل التصميم الأساسية واحدة، حيث تبدأ بتحديد الاحتياجات والمتطلبات، ثم استعراض الأفكار المقترحة ودراستها، يلي ذلك تنفيذ النماذج الأولية، ثم الانتقال إلى مرحلة الإنتاج الفعلي، وأخيرًا يتم تقييم أداء المنتج بعد إطلاقه، مع العمل على تحسينه وتطويره عند الضرورة.

ما الفرق بين تصميم المنتجات وتصميم الخدمات ؟

المنتج هو عنصر مادي يمكن للعميل امتلاكه والاحتفاظ به، مثل الملابس أو ألعاب الفيديو، في حين أن الخدمة هي تجربة غير ملموسة يستفيد منها العميل عند تقديمها، مثل خدمات الرعاية الصحية أو الكتب الصوتية. وعلى الرغم من وجود نقاط تشابه بين عملية تصميم المنتجات وتصميم الخدمات، إلا أن هناك اختلافات جوهرية بينهما، تبدأ من طبيعة كل منهما وطريقة التعامل مع متطلبات التصميم في كل حالة.

في حالة تصميم المنتجات، تبدأ العملية بتحديد المشكلة الأساسية وفهم أبعادها، ثم البحث عن حلول قابلة للتطبيق على أرض الواقع. أما تصميم الخدمات، فينطلق من دراسة احتياجات العملاء وتحليل تجاربهم المحتملة، بهدف تصميم رحلة خدمة متكاملة تضمن سهولة الاستخدام وتقديم قيمة حقيقية.

بمعنى آخر، يركز تصميم المنتج على ابتكار حلول عملية لمشاكل محددة عبر تطوير وظائف المنتج نفسه، بينما يركز تصميم الخدمة على تنسيق جميع تفاصيل تجربة العميل مع الخدمة، بما يحقق رضا المستخدم ويحسن جودة الخدمة المقدمة. ومع اختلاف التفاصيل بين المجالين، يبقى الهدف المشترك واحدًا: توفير تجربة استخدام استثنائية، مع وضع المستخدم في صميم عملية التصميم.

خطوات تصميم المنتجات

عملية تصميم المنتج هي مجموعة من المراحل المتسلسلة التي تهدف إلى تحويل الفكرة إلى منتج متكامل جاهز للاستخدام. وعلى الرغم من اختلاف طبيعة وخصائص كل منتج، إلا أن هناك إطارًا عامًا يشمل خطوات أساسية متبعة في أغلب عمليات التصميم. فيما يأتي استعراض تفصيلي لهذه المراحل وكيفية تنفيذها خطوة بخطوة.

تحديد فكرة المنتج

قبل البدء في تصميم المنتجات، لا بد من الإحاطة بالسياق الذي سينشأ فيه هذا المنتج، من خلال تحديد فكرته ووضع استراتيجيته بشكل دقيق. في هذه المرحلة يتم تعريف الهدف الأساسي للمشروع بوضوح، مع التأكد من أن الغاية من المنتج محددة تمامًا دون أي لبس.

على سبيل المثال، يطرح في هذه المرحلة سؤال جوهري: ما هو المنتج الذي نرغب في تصميمه ولماذا ؟ ويتم كذلك وضع حدود واضحة للحل الذي سيقدمه المنتج، لضمان الحفاظ على التركيز طوال مراحل التصميم، وتجنب الخروج عن المسار.

لصياغة فكرة المنتج ووضع استراتيجيته بشكل واضح، هناك مجموعة من الخطوات التي يجب تنفيذها:

  • عرض القيمة: ويقصد به رسم الملامح الأساسية للمنتج، والتي يتم الاتفاق عليها منذ البداية، مثل: طبيعة المنتج، الفئة المستهدفة، كيفية الاستخدام وأين سيتم استخدامه.
  • إعداد بيان مستقبلي: يتمثل في كتابة بيان صحفي افتراضي ينشر بعد إطلاق المنتج، بحيث يشرح هذا البيان ببساطة وظيفة المنتج وأسباب تصميمه. الغرض من هذا البيان أن يصبح مرجعًا أساسيًا خلال العمل، يساعد الفريق على إعادة التركيز في حال حدوث أي انحراف عن الهدف. عند صياغة البيان، يجب التركيز على وصف المنتج وميزاته الرئيسية وأهميته بالنسبة للمستخدم، مع تسليط الضوء على المشكلة التي يعالجها والقيمة التي يضيفها، على أن يكون هذا البيان مختصرًا ولا يتجاوز صفحة واحدة.
  • تحديد معايير النجاح: يجب تحديد أهداف الأداء المتوقع من المنتج، مثل حجم المبيعات الشهرية أو مؤشرات الأداء الرئيسية (KPIs). كما يفضل إشراك أصحاب المصلحة من مؤسسين أو مستثمرين في هذه المرحلة، لضمان أن الأهداف النهائية تتماشى مع رؤية المشروع ومتطلبات السوق.

إجراء بحث عن المنتج

إجراء بحث قبل اتخاذ أي قرار يتعلق بالمنتج يعد أحد أهم الخطوات التي توفر الكثير من الوقت والجهد مستقبلًا، فهو يقلل من حاجتك إلى التعديلات لاحقًا، كما يزيد فرص إقناع أصحاب المصلحة بالفكرة المقترحة. وتنقسم عملية البحث إلى مرحلتين:

المرحلة الأولى: بحث المستخدم

في هذه المرحلة، يكون التركيز على فهم الجمهور المستهدف للتأكد من أن المنتج يلبي احتياجات المستخدمين المحتملين. يمكن إجراء هذا النوع من البحث عبر عدة أدوات:

  • المقابلات: سواءً كانت وجهًا لوجه أو عبر الإنترنت، تسمح هذه المقابلات بالتعمق في معرفة متطلبات المستخدمين، شريطة إعداد الأسئلة مسبقًا وطرحها بطريقة حيادية تضمن راحة المستخدم وتلقائية ردوده.
  • الاستبيانات الإلكترونية: تعد أداة ممتازة في الوصول إلى شريحة من الجمهور في وقت قصير، وتوفر بيانات قابلة للتحليل. يفضل أن يكون الاستبيان موجزًا مع تضمين أسئلة مفتوحة تمنح المستخدم حرية التعبير، مثل: ما العوامل التي تدفعك لاتخاذ قرار الشراء ؟
  • الدراسة الميدانية: وهي أسلوب بحث سياقي يعتمد على ملاحظة المستخدمين أثناء أداء مهامهم اليومية في بيئتهم المعتادة، مع توجيه أسئلة بسيطة مثل: ما المهمة التي تقوم بها عادةً ؟ بهدف فهم سلوكياتهم والمحفزات التي تؤثر على قراراتهم.

المرحلة الثانية: بحث السوق

في هذه المرحلة، يتم التركيز على تحليل السوق وفهم طبيعة المنتجات المنافسة ومستوى النجاح الذي حققته. الهدف الأساسي هنا هو التعرف على المعايير السائدة في السوق، واستكشاف الفرص التي يمكن أن تمنح المنتج ميزة تنافسية.

يشمل هذا البحث متابعة المنتجات التي ذكرها المستخدمون خلال المقابلات والاستبيانات، بالإضافة إلى المنتجات التي يعتبرها صاحب المشروع منافسة مباشرة أو غير مباشرة.

وبشكل عام، من الأفضل تحليل ما لا يقل عن 6 منتجات منافسة، بحيث تشمل القائمة:

  • 3 منافسين مباشرين: يقدمون منتجات مشابهة تمامًا أو تحمل قيمة مضافة مماثلة لما يطمح المنتج الجديد لتقديمه.
  • 3 منافسين غير مباشرين: يقدمون حلولًا بديلة أو منتجات فرعية تحمل قيمًا قريبة أو مرتبطة بشكل ما بقيمة المنتج المستهدف.

تحليل المستخدم

بعد الانتهاء من جمع البيانات في المرحلة السابقة، تأتي خطوة تحليل هذه البيانات وتنظيمها للخروج برؤية حول احتياجات المستخدمين وتوقعاتهم وطريقة تفكيرهم. لتحقيق ذلك، يعتمد على أداتين: شخصية المشتري وخريطة التعاطف.

شخصيات المشتري هي نماذج افتراضية تمثل شرائح المستخدمين المستهدفين، بحيث تعكس خصائصهم ودوافعهم وتحدياتهم بطريقة مبنية على البيانات الحقيقية التي تم جمعها خلال البحث. يعتمد بناء كل شخصية على معلومات دقيقة تشمل الفئة العمرية، والموقع الجغرافي، ومستوى الدخل، وأبرز التحديات والطموحات، ونمط الحياة، بالإضافة إلى الأهداف والرغبات. الهدف من هذه الأداة هو إبقاء صورة المستخدم حاضرة في ذهن فريق التصميم طوال مراحل تطوير المنتج.

تستخدم خريطة التعاطف لإظهار كيف يفكر المستخدم وما الذي يقوله ويفعله ويشعر به تجاه المنتج أو المشكلة التي يسعى المنتج لحلها. تساعد خريطة التعاطف على فهم الدوافع الداخلية والخارجية للمستخدم، ومن ثم تصميم منتج يتناسب مع احتياجاته. تعرض هذه الخريطة عادة على هيئة مخطط بصري أشبه بملصق، لضمان أن فريق التصميم يحتفظ بصورة المستخدم وأفكاره ومشاعره في الواجهة أثناء العمل على تصميم المنتجات.

تصميم المنتجات

بعد استكمال المراحل السابقة في رحلة تصميم المنتجات، يصبح لدى المصمم رؤية لما يسعى إلى تحقيقه، وهنا تبدأ مرحلة النمذجة، التي تشمل خطوتين:

أولًا: إعداد النموذج الأولي

النموذج الأولي هو إصدار تجريبي مبسط من الفكرة الأساسية، يستخدم لاختبار المفاهيم وتقييم مدى فاعليتها قبل الانتقال إلى تنفيذ المنتج النهائي.

عادةً، يحتوي هذا النموذج على العناصر الأساسية فقط، ولكن من الأفضل تضمين المحتوى الحقيقي في التصميم بدلًا من اللجوء إلى نصوص مؤقتة، حتى تكون الصورة أوضح أثناء التقييم.

يمكن أن يكون النموذج الأولي مجرد رسومات يدوية سريعة تعرف بالنماذج منخفضة الدقة، أو قد يكون نموذجًا تفاعليًا أقرب إلى المنتج النهائي، وهو ما يعرف بالنموذج عالي الدقة.

عند اختيار نوع النموذج، يفضل دائمًا التفكير في الحل الذي يحقق أكبر استفادة ممكنة بأقل جهد ووقت، مع ضمان وضوح الرؤية خلال عملية التطوير والتحسين.

ثانيًا: إعداد مواصفات التصميم

مواصفات التصميم هي مستند تفصيلي يتم تسليمه إلى فريق الإنتاج، ويتضمن كافة التفاصيل الفنية المتعلقة بالمنتج. يتضمن هذا المستند وصف دقيق لتصميم واجهة المستخدم، بما في ذلك الألوان والخطوط والأشكال والأحجام، بالإضافة إلى شرح الوظائف الأساسية وآلية عمل المنتج. الهدف من هذا المستند هو ضمان تنفيذ المنتج النهائي بما يتوافق مع رؤية المصمم ومتطلبات المشروع.

وبذلك عزيزي القارئ، تنتهي خطوات عملية تصميم المنتجات، جرب بنفسك الآن أو اطلب الخدمة من متقن تك – MotqanTech.