التسويق القيمي (Value Marketing): الدليل الشامل

التسويق القيمي

التسويق القيمي، المعروف أيضًا بـ Value Marketing، واحد من أبرز المفاهيم في عالم التسويق الحديث. يحظى هذا المصطلح بأهمية كبيرة بين خبراء المجال، حيث يعتبر من الركائز التي تقوم عليها استراتيجيات التسويق الناجحة. لكن، ما هو التسويق القيمي ؟ وما مدى تأثير التسويق القيمي في تحقيق الأهداف التسويقية ؟ هذا ما سنتناوله بالتفصيل في هذا المقال. لكن قبل ذلك نود تذكيرك أنك تستطيع الحصول على خدماتنا عن طريق طلب عرض سعر.

ما هو التسويق القيمي (Value Marketing) ؟

يعتبر التسويق القيمي أحد أهم ركائز عالم التسويق، حيث يرتكز على تحديد القيمة التي تشكلها العلامة التجارية في أذهان الجمهور. تتجلى هذه القيمة من خلال مستوى الخدمات المقدمة، الفوائد المكتسبة عند التعامل مع الشركة، أو التوازن بين التكلفة المدفوعة والقيمة الفعلية التي يحصل عليها العميل.

يعتبر التسويق القيمي (Value Marketing) العامل الذي يدفع المستهلك إلى اختيار منتج معين بسعر 10 دولارات، رغم وجود منتج مشابه بسعر أقل، حتى لو كان مقاربًا من حيث الجودة وطريقة التصنيع.

التسويق القيمي (Value Marketing) هو الأداة التي تستخدمها الشركات لترسيخ مكانتها في السوق وبناء هوية مميزة في أذهان الجمهور. يتمثل هذا النهج في مجموعة من الاستراتيجيات التي تركز على خلق قيمة مميزة للعلامة التجارية تجعلها تتصدر خيارات العملاء.

على سبيل المثال، عند التفكير في السيارات الفاخرة، ستتوجه أفكارك فورًا إلى أسماء مثل مرسيدس أو فورد، بينما ترتبط فكرة الاسترخاء المثالي بجزر مثل المالديف أو البهاما. وعندما تبحث عن وجبة سريعة أثناء التنقل، تخطر على بالك علامات مثل ماكدونالدز أو KFC. من خلال التسويق القيمي، تصبح العلامة التجارية والمنتج مترابطين بشكل وثيق، حيث يتحول كل منهما إلى مرادف للآخر في ذهن المستهلك.

ما هي عناصر التسويق القيمي ؟

تتضمن عناصر التسويق القيمي ما يأتي:

القيمة

لإحداث تأثير فعلي لأي حملة إعلانية، يجب أن تحدد القيمة التي تقدمها لجمهورك. قد تكون هذه القيمة ملموسة، مثل توفير أقمشة عالية الجودة في مجال الموضة، أو تقديم تجربة قيادة سريعة ومميزة في صناعة السيارات. ويمكن أيضًا أن تكون القيمة ذات طابع معنوي، كالإحساس بالمتعة والإثارة عند تجربة لعبة إلكترونية، أو رفع مكانتك الاجتماعية من خلال اقتنائك منتجات تحمل توقيع علامة تجارية فاخرة. المفتاح هو فهم ما يبحث عنه جمهورك وتجسيد هذه القيمة في حملتك الإعلانية.

الفائدة

عندما تريد تأسيس صورة ذهنية قوية لعلامتك التجارية، يجب أن تطرح على نفسك الأسئلة التالية:

  • ما القيمة المضافة التي أقدمها مقارنةً بمنافسي ؟
  • ما الذي يبحث عنه الجمهور في المنتج أو الخدمة التي أقدمها ؟
  • ما التطلعات التي ينتظرها مني جمهوري وأعمل على تحقيقها لهم ؟
  • ما الفائدة التي سيحصل عليها جمهوري المستهدف عند التعامل معي ؟

تشكل هذه الأسئلة حجر أساس بناء الصورة الذهنية لعلامتك التجارية في أذهان الجمهور. فإذا أدرك العميل أنك تقدم الفوائد التي يحتاجها، وتمنحه قيمة مضافة لا يجدها لدى المنافسين، بالإضافة إلى التزامك بتلبية توقعاته، ستصبح علامتك الخيار الأول بالنسبة له عندما يحتاج إلى أي من خدماتك أو منتجاتك.

القيمة السوقية

تشير القيمة السوقية هنا إلى الوزن المادي والمعنوي الذي تحظى به العلامة التجارية في السوق. على سبيل المثال، عند النظر إلى سوق الملابس والأحذية الرياضية، نجد أن القيمة السوقية لعلامة Nike تتفوق على منافستها Adidas. وينطبق الأمر ذاته في قطاع الهواتف الذكية، حيث تحتل علامة Apple مكانة تفوق منافسيها مثل Samsung وغيرها.

على الرغم من الجودة التي تقدمها الشركات المنافسة، إلا أن القيمة السوقية لكل من Nike وApple منحت هاتين العلامتين التجاريتين القدرة على التربع على عرش التسويق العالمي، ومن ثم الحفاظ على الصدارة لسنوات طويلة.

تجربة الشراء

تلعب تجربة الشراء دورًا محوريًا في تشكيل القيمة الحقيقية للعلامة التجارية في أذهان الجمهور. قد تتمكن الشركة من الترويج لنفسها كأفضل خيار بفضل خبرتها وجودة منتجاتها، لكنها قد تخفق في أول اختبار فعلي عند التعامل مع العميل. وبغض النظر عن مدى قوة القيمة السوقية للعلامة التجارية، فإن إخفاقها في تلبية توقعات العملاء يعني فقدان تلك القيمة.

عامل الإنجاز وعامل الأريحية

يعتبر كل من عامل الإنجاز وعامل الأريحية عناصر مهمة في تحديد قرار الجمهور بشأن التعامل مع علامتك التجارية. إذا تمكنت من تقديم خدمة توفر لهم الوقت وتسرع إنجاز المهام، فإنك بذلك تقدم لهم قيمة حقيقية تلبي احتياجاتهم.

الارتباط

كلما تمكنت من تلبية احتياجات العميل، زادت قيمتك في نظره. على سبيل المثال، إذا كنت تدير متجرًا لبيع الهواتف المحمولة، وخصصت قسمًا للصيانة، ووفرت أحدث الإكسسوارات، وتعاونت مع توكيلات الشركات المصنعة، فإنك تصبح الخيار المثالي له. فأنت تقدم له حلًا متكاملًا يلبي كافة احتياجاته في مكان واحد، وتضمن له الجودة والسرعة التي يبحث عنها.

التكامل الحسي

يشير مفهوم التكامل الحسي إلى المشاعر التي تسعى العلامة التجارية لغرسها في ذهن العميل، بحيث تربط المنتج المقدم بشعور إيجابي. تهدف هذه الاستراتيجية إلى خلق ارتباط عاطفي غير واعٍ لدى العميل، يجعله يلجأ إلى المنتج كلما أراد استحضار هذا الشعور.

تبرز علامتا Galaxy وAXE هذا النهج بوضوح في استراتيجياتهما التسويقية. فمثلًا، إذا كنت ترغب في الاستمتاع بلحظات من السعادة، فإن تناول لوح شوكولاتة Galaxy سيكون خيارك الأمثل. أما إذا كنت تسعى إلى جذب الانتباه، فإن عطور AXE ستقدم لك التجربة التي لا تقاوم.

الشخصية الاعتبارية

لكل علامة تجارية شخصية تعكس هويتها، وتختلف هذه الشخصية بناءً على نوع الجمهور المستهدف وطبيعة المنتج أو الخدمة المقدمة. فقد تتخذ العلامة التجارية أسلوبًا ساخرًا وممتعًا في تواصلها، كما هو الحال مع شركة TODO على منصات التواصل الاجتماعي. في حين يمكن أن تختار علامة تجارية أخرى الحفاظ على لمسة من الرسمية التي لا تؤثر على جاذبيتها، مثل Nike. أما في حالات أخرى، مثل شبكتي الأخبار “BBC” و”CNN”، سيكون التمسك بالجدية والرصانة أمر ضروري، إذ أن أي انحراف عن هذا الأسلوب قد يضر بمصداقية الأخبار المقدمة.

لماذا تحتاج إلى استخدام التسويق القيمي ؟

يعد التسويق القيمي من أهم عناصر زيادة المبيعات، حيث يساهم في التأثير على قرارات العملاء، ويبني ولاء العملاء للعلامة التجارية، كما يساهم في رفع القيمة السوقية للشركة، وإليك تفاصيل كل من هذا وذاك أدناه:

التأثير على قرارات العملاء

السبب وراء اختيار العميل للمنتج (س) الأغلى سعرًا على المنتج (ص) الأرخص، يكمن في القيمة التي ترتبط بالمنتج (س) في ذهنه، والراحة التي يشعر بها تجاهه. فهو يدرك أن العلامة التجارية صاحبة المنتج (س) ذات مكانة مرموقة وسمعة قوية لا يمكن التفريط فيها من خلال تقديم منتج ذو جودة منخفضة. وبذلك، تصبح القيمة السوقية للشركة عاملًا مهمًا يؤثر على اتخاذ قرار الشراء. كلما ارتفعت القيمة السوقية للعلامة التجارية، كلما زادت سرعة اتخاذ العميل قرار الشراء.

يتجلى هذا الأمر بوضوح في حالة العملاء الذين يصرون على شراء هواتف Apple بدلًا من هواتف Android مثل Samsung، على الرغم من بعض العيوب الواضحة في منتجات Apple، مثل محدودية المساحة وعدم إمكانية توسيعها، وغياب التوافق مع الأجهزة الأخرى، بالإضافة إلى صعوبة نقل البيانات بين الهواتف مختلفة الأنظمة.

تعزيز ولاء العملاء للعلامة التجارية

يهدف هذا النوع من التسويق إلى خلق تجارب تسوق مميزة ومرضية بين العميل والعلامة التجارية. وكلما زادت هذه التجارب الإيجابية، زاد ولاء العميل للشركة، وهو ما يؤدي بدوره إلى زيادة عدد المعاملات التي يقوم بها العميل. بالإضافة إلى ذلك، يساهم ولاء العميل في الترويج (مجانًا) للعلامة التجارية من خلال التوصيات الشخصية التي يقدمها للأهل والأصدقاء، وهو ما يعرف بالتسويق الشفهي أو “Word-of-Mouth”.

رفع القيمة السوقية

كلما ركزت العلامة التجارية في حملاتها الدعائية على الجانب القيمي لعلاقتها مع جمهورها، زاد ذلك من مكانتها السوقية في الصناعة. إذ تساهم هذه الاستراتيجية في جذب شرائح كبيرة من العملاء المستهدفين، وهو ما يؤدي إلى زيادة المبيعات ومن ثم رصيد العلامة التجارية سواء من الناحية المادية أو المعنوية في السوق.

والآن عزيزي القارئ تعرف مفهوم التسويق القيمي، عناصر التسويق القيمي، وأهمية التسويق القيمي، وكل ما عليك هو بدء التطبيق، سواء التطبيق بنفسك أو مستعينًا بشركة متخصصة مثل متقن تك – MotqanTech.

عزيزي القارئ، من الأخطاء الشائعة التي تؤدي إلى فشل الشركات في مراحلها الأولى هو تجاهل مؤسسيها لأهمية علوم التسويق، باعتبارها مجرد مواد نظرية لا يمكن تطبيقها عمليًا. إذا كنت تؤمن – ولو بنسبة 1% – بهذه الفكرة، أنصحك بإعادة التفكير في الأمر. وفي هذا السياق، يعتبر التسويق القيمي واحد من أهم علوم التسويق، وبالتعرف على عناصر التسويق القيمي ومن ثم محاولة تطبيقها، تستطيع الحصول على نتائج تضمن نجاح نشاطك التجاري على المدى الطويل.