كيف تتعرف على نية المستخدم (User Intent) ؟

نية المستخدم

لماذا تحتاج إلى التعرف على نية المستخدم (User Intent) ؟ وكيف تتعرف على نية المستخدم (User Intent) ؟ في عالم التسويق المعاصر، يتصدر العميل الأولوية، حيث يسعى الجميع بلا استثناء لإرضائه من خلال فهم احتياجاته ومن ثم تلبية هذه الاحتياجات على أكمل وجه. وينطبق هذا أيضًا على التسويق الرقمي، خاصةً في مجال تحسين محركات البحث، حيث يتطلب الأمر فهم نية المستخدم (User Intent) ونية البحث (Search Intent). بناءً على ذلك، يتم توجيه الجهود لتقديم المحتوى الذي يلبي تلك النوايا ويحقق التفاعل المطلوب. وقبل التطرف إلى كافة التفاصيل حول نية المستخدم، نود تذكيرك أنك تستطيع الحصول على خدماتنا عن طريق طلب عرض سعر.

ما هي نية المستخدم (User Intent) ؟

تعد نية المستخدم (User Intent)، والمعروفة أيضًا بنية البحث (Search Intent)، جزءًا أساسيًا من عملية تحسين محركات البحث (SEO). قبل الغوص في تفاصيل نية المستخدم وفهم مغزى المصطلح، يجب التعرف على مفهوم تحسين محركات البحث (SEO) لفهم مدى تأثير نية البحث في ترتيب نتائج البحث.

تحسين محركات البحث هي عملية تعديل وتحسين صفحات المواقع بهدف تحسين ظهورها في نتائج البحث على مختلف محركات البحث، وذلك من خلال استهداف الكلمات المفتاحية المناسبة. جميع استراتيجيات تحسين محركات البحث (SEO) تركز بشكل أساسي على تحقيق هذا الهدف.

أما بالنسبة لنية المستخدم، فهي تمثل مدى فهمك لما يبحث عنه المستخدم من خلال عملية البحث. تتضمن نية المستخدم الكلمات المفتاحية التي يستخدمها، لكن تتجاوز ذلك لتحديد الغرض من البحث. على سبيل المثال، هل يبحث المستخدم عن معلومات ؟ هل يخطط لشراء منتج معين ؟ أو ما هو الهدف من بحثه ؟

يمكن تصنيف نية المستخدم بناءً على الأهداف التي يسعى لتحقيقها، حيث تتفاوت نية البحث من شخص لآخر كما قد تتغير مع تقدم رحلة البحث. على سبيل المثال، قد يبدأ المستخدم بحثه بهدف الحصول على معلومات حول موضوع معين، ثم يتطور الأمر ليقرر في نهاية المطاف شراء منتج معين استنادًا إلى المحتوى الذي قرأه.

لماذا تحتاج إلى التعرف على نية المستخدم ؟

كما ذكرنا في تعريف نية المستخدم، تلعب نية المستخدم دورًا محوريًا في تحسين محركات البحث، وهو ما يساهم في تحقيق نتائج أفضل. تؤثر هذه النتائج بشكل مباشر على علامتك التجارية، سواء من حيث الأداء في محركات البحث أو من خلال التأثير على أرقام المبيعات. ويمكن تلخيص أهمية التعرف على نية المستخدم في النقاط الثلاث التالية:

اهتمام Google بنية البحث

يعتبر محرك البحث Google العملاء أولى اهتماماته، ومن ثم يركز على فحص كل التفاصيل بناءً على علاقتها بتلبية احتياجات المستخدم. لذلك، تولي خوارزمية Google اهتمامًا خاصًا بإرضاء نية البحث لدى المستخدم، وهو ما يؤثر على ترتيب المحتوى في صفحات نتائج البحث.

على سبيل المثال، إذا قام المستخدم بالبحث عن مصطلح معين ووجد نتائج غير متوافقة مع ما يبحث عنه، ثم قرر متابعة البحث دون النقر على أي من النتائج المعروضة، فإن ذلك يشكل إشارة لـ Google بأن هذه النتائج لم تتماشى مع نية البحث. استجابة لذلك، يقوم Google بتعديل ترتيب المحتوى ليتماشى – بشكل أفضل – مع احتياجات المستخدم.

تسهيل الوصول إلى المستخدمين في مختلف مراحل الشراء

يمر المستخدم بعدة مراحل قبل اتخاذه قرار الشراء، بدءًا من الوعي بالمشكلة أو الحاجة، ثم البحث عن المعلومات، تليها مقارنة البدائل المتاحة واختيار الأنسب، وصولاً إلى قرار الشراء النهائي وتقييم الخدمة. في كل مرحلة، تظهر تساؤلات وأفكار تؤثر على قراراته قبل الانتقال إلى الخطوة التالية.

بدلاً من التركيز فقط على استهداف المستخدم في مرحلة الشراء، يمكن استكشاف نية المستخدم في جميع المراحل التي يمر بها، وفهم احتياجاته والأفكار التي تدور في ذهنه. من خلال ذلك، يمكن استهدافه بالمحتوى المناسب في كل مرحلة، وتقديم المعلومات والإجابات التي يسعى للوصول إليها.

يساهم هذا النهج في تحقيق هدفين: الأول هو الوصول إلى جمهور أكبر، حيث سيؤدي إلى تعريف المزيد من الأشخاص بعلامتك التجارية عبر البحث في مختلف المراحل، بدلًا من الاكتفاء بالجمهور الذي يظهر في مرحلة الشراء فقط. الثاني هو تحسين نسبة التحويل، حيث يساهم استهداف نية البحث في جميع المراحل في زيادة الاستجابة وتسهيل اتخاذ القرارات.

تحسين ترتيب الصفحات والتحكم في معدل الارتداد

يؤدي التركيز على نية المستخدم إلى تحقيق أقصى مستويات الرضا، حيث سيشعر بأن المحتوى الذي يقرأه يتناسب تمامًا مع هدف بحثه. نتيجة لذلك، سيبقى المستخدم لفترة أطول في الموقع، وقد يتنقل بين الروابط داخل المحتوى أو يقوم بإجراء عملية الشراء، اعتمادًا على دعوة اتخاذ الإجراء (CTA) التي تم تضمينها.

على العكس، إذا وجد المستخدم أن المحتوى غير متوافق مع احتياجاته، سيغادر الصفحة سريعًا ويعود إلى محرك البحث دون التفاعل مع المحتوى أو التنقل بين الصفحات. يؤدي هذا السلوك إلى زيادة معدل الارتداد، الذي يعني أن الزائر دخل إلى الموقع من خلال صفحة معينة ثم غادر دون زيارة صفحات أخرى.

من خلال فهم نية المستخدم، يمكنك التحكم في معدل الارتداد وتحقيق غرضه من البحث. وبدلًا من الحصول على زيارات غير فعالة تؤثر سلبًا على أهدافك، ستحصل على زيارات أكثر ملاءمة، وهو ما يساعدك على تحسين تصنيفك في محركات البحث.

كيف تستخدم نية المستخدم في التسويق عبر محركات البحث ؟

من خلال التعرف على نية المستخدم، يمكن تحسين نتائج التسويق عبر محركات البحث. لتحقيق ذلك، يجب اتباع مجموعة من الخطوات العملية التي تساهم في تحويل مفهوم نية المستخدم إلى نتائج ملموسة، وهو ما يساهم في تحقيق أقصى استفادة من نية المستخدم، تتضمن هذه الخطوات ما يأتي:

التعرف على طبيعة العملاء ورحلة الشراء

تختلف آلية اتخاذ القرارات بين العملاء، ومن ثم تكمن أولى خطوات تحقيق أقصى استفادة من نية المستخدم في فهم العملاء بدقة، وفي هذا السياق، يجب التعرف على ما يسعون لتحقيقه أو ما يبحثون عنه بدقة. بعد دراسة العملاء بشكل جيد، تأتي أهمية تصميم رحلة شراء تتناسب مع علامتك التجارية. على سبيل المثال، هل يبدأ العملاء بحثهم من محركات البحث فقط ؟ أم يتنقلون عبر منصات التواصل الاجتماعي ؟ أو ربما تكون العملية مزيجًا من عدة إجراءات تتكامل معًا ؟

يشبه هذا تصميم مسار متكامل لرحلة العميل، يتضمن تحديد نقطة البداية والنهاية، بالإضافة إلى تحديد الأهداف التي يتوقع العميل الوصول إليها في كل مرحلة. وهنا يجب التركيز – بشكل خاص – على الخطوات التي تتم عبر محركات البحث، والعمل على جذب المستخدمين، مع التأثير على نية البحث بحيث تظل مرتبطة بمحركات البحث في كافة المراحل قدر الإمكان.

تحليل الكلمات المفتاحية

تتصل عمليات البحث ونيّة المستخدم ارتباطًا وثيقًا بالكلمات المفتاحية التي يتم استخدامها. لذا، يصبح لابد من تحليل هذه الكلمات المفتاحية بشكل دقيق، مع مراجعة نتائج صفحات محركات البحث، حيث يساهم ذلك في تحديد مجموعة من النقاط الهامة مثل ترتيب موقعك الحالي في نتائج البحث، بالإضافة إلى حجم البحث الشهري أو في فترات معينة لهذه الكلمات.

من خلال هذا التحليل، يمكنك استنتاج نية البحث لدى المستخدمين، ومعرفة ما الذي يبحثون عنه تحديدًا، وتصنيف نواياهم ضمن مختلف الأنماط. كما يظل من المفيد دراسة محتوى المنافسين الذين يتصدرون النتائج في نفس الكلمات المفتاحية، لفهم الأساليب التي يعتمدون عليها لاستهداف الجمهور، فمن شأن ذلك يساعدك على بناء رؤية دقيقة حول نية المستخدم.

استخدام المحتوى المناسب

في النهاية عزيزي القارئ، يتوقف النجاح على تقديم المحتوى الملائم. ومن ثم، يجب التركيز على تقديم محتوى يتناسب مع احتياجات المستخدمين استنادًا إلى تحليلاتك وفهمك لنية البحث. من خلال الاستفادة من البيانات المتوفرة والتصورات المبنية على هذه المعلومات، يمكنك تلبية رغبات المستخدمين بشكل أكثر كفاءة، ومن ثم يمكنك تحقيق الأهداف المرجوة.

تحليل نتائج المحتوى

لابد من العودة دائمًا إلى خطوة تحليل الكلمات المفتاحية ومن ثم مراجعة نتائج خطة المحتوى. من شأن ذلك أن يساهم في التأكد مما إذا كان المحتوى يتماشى فعلًا مع النية و / أو التي يسعى المستخدمون لتحقيقها. إذا تبين أن المحتوى لا يتوافق مع تلك النية، ينبغي البحث عن الأساليب الملائمة لتحسينه وضمان مواءمته مع احتياجات المستخدم على النحو الأمثل.

ختامًا عزيزي القارئ، يجب أن تضع في اعتبارك أن المحتوى موجه بالدرجة الأولى إلى الأفراد، وليس فقط لمحركات البحث. فهذه المحركات تضع المستخدمين في صدارة أولوياتها وتعمل على تطوير آلياتها لتقديم أفضل خدمة لهم. لذلك، يجب عليك دراسة نية المستخدم بعناية والاستفادة منها كجزء أساسي من استراتيجياتك في تحسين محركات البحث. باتباع هذه الأساليب، ستتمكن من تلبية احتياجات كل من المستخدمين ومحركات البحث، وهو الهدف الذي تسعى لتحقيقه.