اليوم، نتحدث عن برمجة تطبيقات الأندرويد من الألف إلى الياء. حقق نظام أندرويد المفتوح المصدر شهرة كبيرة منذ إطلاقه في عام 2008، ليصبح في عام 2012 الأكثر استخدامًا بين أنظمة تشغيل الهواتف المحمولة.
ومنذ ذلك الحين، استمر في تحقيق نمو حتى يومنا هذا. إذا نظرت حولك، ستجد العديد من الأجهزة والهواتف التي تعمل بنظام أندرويد، وقد يكون هاتفك أنت نفسه يعمل بهذا النظام. في سوق الهواتف الذكية، تعتمد شركة آبل على نظام iOS ويقتصر على أجهزتها فقط، بينما تلجأ معظم الشركات الأخرى إلى نظام أندرويد المفتوح المصدر وتخصصه لأجهزتها بفضل قابليته للتخصيص والتطوير، ومن ثم يوفر عليهم تكلفة تطوير نظام تشغيل جديد.
سيطر نظام أندرويد على سوق الأجهزة بفضل عدة عوامل، أبرزها كونه مفتوح المصدر وقابلًا للتخصيص والتطوير بما يتناسب مع العتاد الذي يعمل عليه. ساهم هذا الأمر في خلق بيئة مثالية لبرمجة التطبيقات، وهو ما جعل مهنة تطوير تطبيقات الأندرويد مغرية للعديد من المبرمجين والطامحين في تعلم برمجة تطبيقات الأندرويد. إذا كنت مهتمًا بدخول عالم برمجة تطبيقات الأندرويد فأنت في المكان المناسب. سيوجهك هذا المقال خطوة بخطوة في رحلتك نحو اكتساب المهارات اللازمة.
Contents
برمجة تطبيقات الأندرويد
فهم أنواع التطبيقات التي يقوم مطورو تطبيقات الهواتف بإنشائها هي أولى خطوات برمجة تطبيقات الأندرويد، حيث يساعدك ذلك في تحديد المجال الذي ترغب في التخصص فيه. في الوقت الحالي، يمكن تصنيف تطبيقات الأندرويد إلى نوعين هما:
التطبيقات الأصلية (Native Mobile Apps)
تبنى التطبيقات الأصلية لنظام أندرويد باستخدام أدوات تطوير البرمجيات التي توفرها Google للمطورين من خلال Android SDK. صممت هذه التطبيقات مصممة خصيصًا بهدف العمل على نظام تشغيل أندرويد، ولا يمكن تشغيلها على أنظمة تشغيل أخرى إلا من خلال استخدام محاكيات مثل BlueStacks أو Anbox لأنظمة Linux.
تتميز التطبيقات الأصلية بقدرتها على تحقيق أقصى استفادة من إمكانيات الجهاز، مثل الحساسات والكاميرا والمايكروفون ونظام تحديد المواقع والذاكرة. حيث تتواصل هذه التطبيقات مباشرةً مع نظام التشغيل دون وسيط، ومن ثم يمكنها تقديم أفضل أداء وسرعة مقارنةً بأنواع التطبيقات الأخرى، ومن أبرز الأمثلة على التطبيقات الأصلية: تطبيق متجر Google Play.
التطبيقات الهجينة (Hybrid Mobile Apps)
تتسم تطبيقات أندرويد الهجينة بالشكل والطريقة نفسها في التثبيت، الفتح، العرض، والإزالة ضمن قائمة التطبيقات في نظام التشغيل، وهو ما يجعل من الصعب تمييزها عن التطبيقات الأصلية. ومع ذلك، يكمن الفرق الرئيسي في طريقة عملها الداخلية وطريقة تواصلها مع نظام التشغيل.
تعتمد التطبيقات الهجينة على WebView، وهو حاوية عرض ويب توفرها منصة أندرويد لعرض التطبيقات المبنية باستخدام تقنيات الويب. وبسبب هذا، يكون أداؤها أبطأ من التطبيقات الأصلية، كما أن قدرتها على الوصول إلى إمكانيات الجهاز تكون محدودة، نظرًا لأنها لا تتواصل مباشرةً مع نظام التشغيل. لذلك، فإنها ليست الخيار المثالي للتطبيقات التي تتطلب استخدام المواد بشكل مكثف (مثل الألعاب).
ومع ذلك، توفر التطبيقات الهجينة ميزة من حيث الوقت والجهد والتكلفة، حيث يمكنك كتابة الكود مرة واحدة فقط ثم نشره عبر عدة منصات، بما في ذلك أندرويد. كما أن تعلم تقنيات تطوير هذه التطبيقات يحسن مهاراتك في تطوير الويب، ومن ثم يفتح لك مجالًا للعمل في برمجة مواقع الإنترنت أيضًا. لذلك، إذا كنت مطورًا ترغب في التخصص في هذا المجال أو قريب منه، فإن هذه النوعية من التطبيقات تعد خيارًا ممتازًا لك، ومن أبرز الأمثلة على التطبيقات الهجينة: تطبيق UBER.
لغات برمجة تطبيقات الأندرويد
تتنوع لغات البرمجة المستخدمة في برمجة تطبيقات الأندرويد، حيث يمكن لكل نوع من التطبيقات (المذكورة سابقًا) اختيار لغة برمجة مناسبة. من أهم اللغات التي يمكن استخدامها في برمجة تطبيقات الأندرويد:
لغة جافا (Java)
كانت لغة جافا في البداية هي اللغة الرسمية لبرمجة تطبيقات الأندرويد، حتى ظهرت لغة كوتلن التي أصبحت تحل محلها تدريجيًا. ورغم ذلك، تظل جافا هي الأكثر استخدامًا في تطوير تطبيقات الأندرويد الأصيلة. تعتبر جافا من اللغات الأساسية في مجال برمجة تطبيقات الأندرويد، وتمكن المطورين من استخدام حقيبة تطوير برمجيات أندرويد (SDK) التي تقدمها Google. إذا كنت على دراية بلغة جافا، فإنها ستكون خيارًا مثاليًا لك. أما إذا كنت مبتدئًا، فقد تجد أن لغة كوتلن أسهل في التعلم.
لغة كوتلن (Kotlin)
أصبحت لغة كوتلن اللغة الرسمية لبرمجة تطبيقات الأندرويد منذ أن أعلنت Google عن ذلك في عام 2019. وهي لغة متعددة المنصات ويمكن استخدامها كبديل عن جافا. تتوافق كوتلن مع جافا، حيث تعمل على نفس الأساس الذي تعتمد عليه جافا، وهو آلة جافا الافتراضية (JVM). كما تبسط كوتلن عملية برمجة تطبيقات الأندرويد مقارنةً بجافا من خلال تقليل التعقيدات، ومن ثم تعتبر هذه اللغة نقطة انطلاق رائعة لمن يرغبون في دخول عالم برمجة تطبيقات الأندرويد.
لغة جافاسكربت (JavaScript)
إذا كنت من مستخدمي لغة جافاسكربت، يمكنك البدء في تعلم برمجة تطبيقات الأندرويد باستخدام إطار العمل React Native. إطار React Native هو إطار مفتوح المصدر طورته شركة ميتا لتطوير تطبيقات لأنظمة الأندرويد، iOS، ويندوز وأنظمة أخرى. يوفر هذا الإطار الكثير من الوقت والجهد من خلال تمكينك من برمجة تطبيق واحد يعمل عبر مختلف منصات التشغيل.
تقترب التطبيقات المطورة باستخدام React Native من حيث الأداء من التطبيقات الأصيلة، لأن الكود الذي تكتبه يتم ترجمته إلى كود مخصص للمنصة المستهدفة (مثل منصة Android). هناك أيضًا أطر عمل أخرى مثل Ionic و Cordova التي يمكن استخدامها مع لغة جافاسكربت، كما يمكن للجافاسكربت أن يتكامل مع لغات HTML وCSS لبناء تطبيقات ويب تقدمية.
لغة دارت (Dart)
شهد إطار Flutter تطورًا ملحوظًا في السنتين الأخيرتين، ليصبح الخيار الأكثر شهرة لتطوير التطبيقات متعددة المنصات. يعمل Flutter على ترجمة الكود المكتوب بلغة دارت إلى كود مخصص للمنصة، مثلما يفعل إطار React Native، وهو ما يمنح التطبيقات المبنية باستخدامه أداءً مشابهًا للتطبيقات الأصلية.
يعد إطار Flutter ولغة دارت سهل / سهلة التعلم مقارنةً بلغة جافا أو كوتلن، وهو ما يجعلها وجهة مثالية للعديد من المبتدئين في مجال برمجة تطبيقات الأندرويد. علاوةً على ذلك، لا يتطلب Flutter تعلم تقنيات الويب مثل HTML، CSS، وJavaScript كما هو الحال مع React Native.
بالإضافة إلى ما سبق، يمكن استعمال لغة C++ لبرمجة تطبيقات الأندرويد باستعمال حقيبة التطوير الأصلية للأندرويد Android Native Development Kit أو NDK لكن استعمال هذه اللغة أصعب وأقل مرونة، وقد يؤدي في كثير من الأحيان إلى أخطاء وتعقيدات. يمكن استعمال لغة بايثون Python ومكتبة Kivy مفتوحة المصدر لبناء تطبيقات أندرويد أيضًا، لكن هذه اللغة لا تمكنك من استعمال الوظائف الأصيلة للجهاز، بالإضافة إلى كونها غير مدعومة رسميًا.
خطوات تعلم برمجة تطبيقات الأندرويد
مع كثرة الخيارات المتاحة، الطرق واللغات، قد تشعر بالحيرة في البداية. ولكن، إليك بعض الخطوات التي قد تساعدك على بدء رحلتك في تعلم برمجة تطبيقات الأندرويد:
- قم بزيارة موقع أندرويد للمطورين، واطلع على مكونات النظام والتقنيات المتاحة. لا يتطلب الأمر حفظ كل التفاصيل، لكنك ستجد الموقع مرجعًا مهمًا لك في المستقبل عند الحاجة.
- اختر لغة البرمجة أو إطار العمل الذي يناسبك. ورغم أن Google توصي بلغة كوتلن، إلا أن العديد من المطورين يستخدمون اللغات الأخرى المذكورة سابقًا لتطوير التطبيقات.
- ابدأ في كتابة الأكواد وتطبيق ما تعلمته تدريجيًا.
أدوات برمجة تطبيقات الأندرويد
تختلف أدوات برمجة تطبيقات الأندرويد حسب لغة البرمجة المستخدمة، لكن البيئة الأكثر شيوعًا هي أندرويد ستوديو (Android Studio)، التي تدعم كل من لغتي جافا وكوتلن بالإضافة إلى إطار فلاتر (Flutter). أما بالنسبة لإطار React Native، يمكن استخدام أي بيئة تطوير مثل VS Code. يتميز أندرويد ستوديو (Android Studio) بكونه بيئة تطوير متعددة المنصات، حيث يمكن تثبيته على أنظمة التشغيل Windows و Linux.
عزيزي القارئ، سوق برمجة تطبيقات الأندرويد يشهد طلبًا كبيرًا نظرًا لاعتماد العديد من الخدمات على تطبيقات الجوال، مثل البنوك، والحجوزات، والصحة، وغيرها. لهذا الطلب، يعد هذا المجال من أكثر المجالات ربحًا، حيث يحصل مطورو الأندرويد على رواتب عالية مقارنةً بمجالات أخرى.
وفي هذا السياق، ووفقًا لموقع Payscale، فإن متوسط رواتب مطوري تطبيقات الأندرويد المتخصصين في الإمارات العربية المتحدة يبلغ حوالي 87,000 درهم إماراتي سنويًا، بينما يصل الأجر السنوي لمطوري الأندرويد في المملكة العربية السعودية إلى 55,000 ريال سعودي.
يمكنك العمل في مجال برمجة تطبيقات الأندرويد عن بعد من منزلك بكل سهولة. عند البحث عن فرص عمل عن بعد، ستجد العديد من الفرص المخصصة لمطوري تطبيقات الأندرويد. كما يمكنك أيضًا عرض خدماتك على المنصات المخصصة لذلك.
في الختام عزيزي القارئ، تذكر أنك تستطيع الحصول على كافة خدمات تطبيقات الهاتف عن طريق طلب عرض سعر من شركة متقن تك – MotqanTech.